M- حسنًا ، إنّ السّؤال التّالي هو من أجل للتّوسع في الإجابة السّابقة: ما رأيك في استخدام التّكنولوجيا في الموسيقى سواء في الدّراسات أو الإنتاج أو في أيّ جانب آخر من جوانب صناعة الموسيقى؟
إ- أعتقد أنّنا يجب أن نستخدم التّكنولوجيا لصالح الموسيقى. إنّها أداة تمكنّنا من توسيع إمكانيّاتنا الفنيّة بشكلٍ أساسيٍّ. أصرُّ دائمًا على ضرورة استخدام التّكنولوجيا باستمرارٍ كمسهّل يزيد من قدرتنا الإبداعيّة أو التّواصليّة. إنّه لأمرٌ مؤسفٌ أن يستخدم النّاس أحيانًا التّكنولوجيا لمحاكاة شيءٍ لا يمكنهم فعله بأداةٍ لتحقيق نتائج لن تتحقق أبدًا بشكلٍ طبيعيٍّ. إنّه لأمرٌ محزنٌ للغاية، فنحن بحاجةٍ إلى احترام قيودنا الشّخصية والموسيقيّة. لقد جاءت التّكنولوجيا لمساعدتنا. إنّها أداةٌ قويّةٌ و لكنّنا نحتاج إلى استخدامها لصالح الفن.
M - لقد كنتَ عازف الطّبول في فرقة "سبلتورا" لمدّة عشر سنوات، ولعبت قبل ذلك في العديد من الفرق الموسيقيّة مع إعطاء الأولويّة للأنواعِ الفرعيّة من الميتال. هل يتطلّب كلّ مشروعٍ عمليّةً إبداعيّةً مختلفة؟ كيف يحدث هذا الأمر في "سبلتورا"؟
إ - نعم ، لكلّ مشروعٍ عمليّةَ إبداعيّةَ مختلفة. إنّ الأمر شاسعٌ في "سبلتورا". يمكن أن تأتي الأغاني من الطّبول ، على سبيل المثال. أحبّ أن أبقى على اتّصال وثيقٍ مع الآلة. أقوم دائمًا بدراسات تجريبيّة وأحيانًا تخطر على ذهني فكرةً مثيرةً للاهتمام. وعلى الفور أفكّر في كيفيّة استخدام هذه الفكرة في الفرقة. لذلك، أقوم بتسجيل قطعةٍ وأقوم بتطوير أشكالٍ مختلفةٍ من الأغنية ، والفرقة ، والشّعر ، والجيتار المنفرد ... وأرسلها إلى الفرقة. فيبدأون بعد ذلك في تأليف بقيّة الآلات.
يمكن أيضًا أن تولد الأغاني من الجيتار بنفس العمليّة. يسجّل أندرياس [كيسر] مثلا فكرةً ما ويرسلها إليّ. ثم أضيف إلى حماسته تلك من خلال إيجاد حلولٍ جديدةٍ ومساراتٍ جديدةٍ ... يمكن أن تولد الأغاني أيضًا من خلال الازدحام، فقد نجتمع معًا ونبدأ في لعب شيءٍ ما بشكلٍ عشوائيٍ، ومن هناك تولد فكرةٌ مثيرةٌ ونبدأ في تطويرها.
إنّه أمرٌ منفتحٌ للغاية وعفويٍّ وطبيعيٍّ. لا يوجد ضرورةٌ للقيام بشيء ما. أحيانًا نجتمع معًا ولا يخرج شيء. نحن بحاجة إلى احترام ذلك. إنّه لأمر مروّعٌ أن تضطرّ إلى التّأليف تحت الضّغط والاعتقاد بضرورة إنتاج شيءٍ ما. يجب أن تكون العمليّة الإبداعيّة خفيفة، ويجب بالطبع أن يكون لديك إلحاح أو حاجة ولكن ليس ضغطًا من سوق الموسيقى أو البيئة الموسيقيّة. إنّ الأمر ليس التزامًا. لقد كنت محظوظًا لأنّه في جميع المشاريع الّتي قمت بها، كان الإبداع مجانيًا للغاية ، دون أي تدخّل من عالم التّجارة أو المنتج أو رائد الأعمال.
M - أنت ملحّنٌ وموسيقيٌّ ومعلّمٌ وصانعُ محتوى على يوتيوب ... يجب أن يكون جدول أعمالك ضيّقًا للغاية! هل هناك روتين للدّراسة والتّدريب أثناء قيامك بجولة؟
إـ - نعم ، إنّ الدّراسة في جولة أمرٌ معقّدٌ للغاية بل ومستحيلٌ عمليًا بسبب العامل الفيزيائي في عزف الطبول. على الرغم من أنّني أضع الطّبول يوميًا على خشبة المسرح إلّا أنّه لا يمكنني الصّعود إلى هناك واللّعب والتدرّب لأنّ النّاس قد يكونون بصدد العمل مثل الموظّفين من الفرق الموسيقيّة الأخرى أو من المكان. كما أنّه ليس من السّهل دائمًا العثور على طبلة أخرى في مكان ما للدّراسة فيه.
العامل الآخر أيضًا هو أنّنا دائمًا ما نشعر بالإرهاق في الجولة فعادة ما نؤدي عروضنا كلّ يوم باستثناء أيّام الرّحلات والرّحلات الجوية ... توجد أيّامٌ لا أجد فيها وقتًا للدراسة، بل أحيانًا لا نجد وقتًا للنوم أو الأكل بشكلٍ صحيحٍ فتكون الدّراسة مستحيلةً. لكنّني أحاول الحفاظ على روتينٍ أساسيٍّ للقيام بأساسيّات قرع الطّبول أو الحصول على العُدّة واللّعب قليلاً على فحص الصوت عندما تسنح لي الفرصة. ما زلت أستخدم لوحة التّدريب وهي أداة يستخدمها عازفي الطّبول للدراسة، كما أتمرّن قليلاً في غرفة الملابس كلّ يوم بينما أقوم بالإحماء للعرض.
أفتقد حقًا الدّراسة في تلك الفترات لأنّني أحبّ الحفاظ على روتيني الخاصّ عندما أكون في المنزل. من الصّعب الدّراسة والتّطوّر في نفس الوقت خلال الجولة. أحاول الاستمتاع حقًا بالعروض والاتصال مع أكبر عددٍ من الأشخاص الّذين يشاهدوننا وأجدّد طاقتي و أستمتع بالحياة! استمتع بالحياة! (يضحك)
M - تعتبر الطّبول آلة معقدّة للغاية ولهذا السّبب يخشى الكثير من الناس البدء في العزف. ماهي نصيحتك الذّهبيّة للمبتدئين؟
هـ - أوّلًا، إنّ الطبول ليست آلة معقدّة أو معقدّة للغاية. أريد أن أكسر هذه المغالطة. يمكن طبعًا أن تخيف الطّبول النّاس في البداية لأنّك ستحتاج إلى التّنسيق بين أعضائك الأربعة، لكنّ هذا أمرٌ نطوّره تدريجيًا. هناك أسلوبٌ للقيام بذلك بطريقةٍ غير مؤلمةٍ. بالنّسبة لي، إنّ أخطر الصّعوبات الّتي قد يواجهها الشّخص في بداية عزفه على الطّبول هي الآلة نفسُها، لأنّها آلةٌ باهظة الثّمنِ وتتطلّب مساحة كبيرة. إنّها آلة صوتيّةٌ، لذا فهي عاليةٌ جدّا وتحدث ضوضاء كبيرة. يمكن للمرء أن يبدأ العزف من خلال طبلة إلكترونيّة و منصّة تدريب، إلّا أنذ الطّبلة الصّوتّية ضروريّةٌ لأنّها الآلة نفسها.
من اللحظة التي يكون يملك فيها الشّخص الشّروط اللّازمة للعزف على الآلة، فلن يحتاج حينها إلاّ إلى الوقت والتّفاني كأيّ شيءٍ في هذه الحياة. عليك أن تكون على اتّصالٍ دائمٍ ويوميٍّ بما تريد. إنّ الأمر شبيه بحلّ المشكلات: عليك أن ترغب في حلّ المشكلة وأن تكون قريبًا منها وأن تصادق المشكلة. لا يعني ذلك أنّ تعلّم آلة موسيقيّة هو مشكلة (يضحك)، بل يعني أنّك إذا كنت تريد أن تتطوّر وتتواصل بشكلٍ أفضل من خلال الآلة، فعليك أن تكون على اتّصال بها يوميًا.
يستغرق الأمر حياةً كاملةً للوصول إلى النّتيجة التي ترغب فيها، أو قد نحتاج إلى أعمارٍ كثيرةٍ لنصل إلى حيث نريد. إنّ المهمّ هو التطوّر وعملية التغيّر يومًا بعد يوم. هذا ما يجب أن نستمتع به وهذا ما أستمتع به اليوم: احترام الحاضر.
Author: Gi Ismael - brazilian journalist